وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّـهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ -- \\ الدعوة الى الله واجبنا \\ الدعوة الى الإسلام مسؤوليتنا \\ الدعوة الى الحق والعدل طريقنا \\ الدعوة الى وحدة الأمة منهجنا =-     ـــ ــ
قائمة الموقع
مواقع صديقة
  • موقع حزب الدعوة الرسمي
  • إحصائية

    المتواجدون الآن: 1
    زوار: 1
    مستخدمين: 0
    طريقة الدخول
    الرئيسية » 2013 » يونيو » 30 » ثورة العشرين : الكاتب محمد عبد الجبار الشبوط
    8:48 AM
    ثورة العشرين : الكاتب محمد عبد الجبار الشبوط


    نستذكر اليوم ثورة العشرين في ذكراها الـ 93 بوصفها الحدث الأهم الذي قاد إلى قيام الدولة العراقية الحديثة. والعبرة في الاستذكار تكمن دائماً في إعادة قراءة الحدث التاريخي واستكشاف الدلالات التي مازالت قابلة للقراءة رغم مرور سنوات كثيرة على الحدث. في تقديري ان من بين أبرز ما تشير اليه ثورة العشرين هو درجة التوافق السياسي بين “مكونات” الشعب العراقي في تلك الفترة. فمع ان الملك فيصل الأول لم يكن راضيا عن درجة الاندماج المجتمعي إلى الدرجة التي كان ينفي فيها وجود “شعب” عراقي، إلا ان ثورة العشرين برهنت على ان عرب العراق وكرده وسنة العراق وشيعته تمكنوا من توحيد مواقفهم من دخول القوات البريطانية في وقت سريع نسبيا. (دخلت القوات البريطانية بغداد في 11 آذار من عام 1917). وقد تمكنت “ مكونات” الشعب العراقي من عبور الخطوط المذهبية بسلاسة ملحوظة حيث نلاحظ ان ثورة العشرين انطلقت من فتاوى لرجال دين شيعة فيما كان من بين قياداتها البارزة رجال من المذهب السني الذين لم يمنعهم انتماؤهم الطائفي المغاير من الاستجابة للفتاوى الشيعية.
    كانت هذه ظاهرة مهمة في مجتمع كان ومازال يعاني من تنوع مذهبي وعرقي ولغوي كبير. وحين كان على قادة الثورة وفيهم رجال كثيرون من الطائفة الشيعية ان يرشحوا رجلا لقيادة الدولة الجديدة اختاروا لها ملكا سنيا. وكانت هذه ظاهرة أخرى مهمة تعبر عن عمق التقارب الشيعي السني والعربي الكردي.
    صحيح ان الأمور لم تسر على هذا المنوال في بقية حياة الدولة العراقية الجديدة حيث تعرض بعد ذلك الشيعة للتهميش والإقصاء من قبل الدولة الحديثة.
    لكن مع ذلك تبقى ثورة العشرين دليلا ملموسا على إمكانية تحقيق وحدة سياسية بين الشيعة والسنة في العراق. وهي وحدة حين تتحقق تضمن سلامة العملية السياسية بل تضمن وحدة العراق نفسه خاصة اذا تم التفاهم مع الكرد بنفس الروحية.
    برهنت وحدة ثورة العشرين على حقيقة غاية في الأهمية وهي ان وحدة الشيعة والسنة على الجانب السياسي لا تشترط وحدة مماثلة على الجانب المذهبي.
    كان قادة ثورة العشرين على وعي بهذه الإمكانية الأمر الذي مكنهم من الفصل بين التوافق السياسي والاختلاف المذهبي مبرهنين عمليا على إمكانية اشتغال الأول بمعزل عن الأمر الثاني.
    اليوم يتداخل الامران بحيث استطاع الخلاف المذهبي ان يأكل من جرف التوافق السياسي بل ان يحول دون تحققه. وبحكم العلم المستفاد من التجربة نقول ان استعادة التوافق السياسي الشيعي السني يتطلب الفصل بين السياسي والمذهبي على طريقة ما لقيصر لقيصر وما لله لله.
    فهذا النهج رغم معارضة البعض له قد يكون من أسهل طرق الوقاية من الاقتتال الشيعي السني الذي يكاد يتحول الان إلى ظاهرة شرق أوسطية عابرة لحدود الدول الوطنية القائمة.
    الفئة: مقالات وتقارير | مشاهده: 664 | أضاف: Daawa | الترتيب: 0.0/0
    مجموع التعليقات: 0
    الاسم *:
    Email *:
    كود *:
    اقرأ أيضا
    باستشهاد امير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام)
    عبد الصمد: العراقيون سطروا اروع ملاحم البطولة و هم يقتحمون معاقل النظام المباد للتحرر من القمع
    ذكرى اعدام الطاغية صدام السيد نوري المالكي .. الدكتور شعتاغ عبود
    للتأريخ و لكي لا ننسى شهادة د خلف عبد الصمد امام المحكمة الجنائية لازلام البعث
    حزب الدعوة الإسلامية بمناسبة الذكرى السنوية لاعدام الطاغية صدام المجرم
    ــــــــ ــــــــ
    Copyright MyCorp © 2024
    ـ