وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّـهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ -- \\ الدعوة الى الله واجبنا \\ الدعوة الى الإسلام مسؤوليتنا \\ الدعوة الى الحق والعدل طريقنا \\ الدعوة الى وحدة الأمة منهجنا =-     ـــ ــ
قائمة الموقع
مواقع صديقة
  • موقع حزب الدعوة الرسمي
  • إحصائية

    المتواجدون الآن: 2
    زوار: 2
    مستخدمين: 0
    طريقة الدخول
    الرئيسية » 2013 » أبريل » 28 » كلمة رئيس الوزراء السيد نوري المالكي في المؤتمر الاسلامي الدولي للحوار والتقريب في بغداد
    7:32 AM
    كلمة رئيس الوزراء السيد نوري المالكي في المؤتمر الاسلامي الدولي للحوار والتقريب في بغداد



    القى دولة رئيس الوزراء السيد نوري كامل المالكي خلال حضوره صباح اليوم المؤتمر الإسلامي الدولي للحوار والتقريب، الكلمة التالية:

    بسم الله الرحمن الرحيم


    إن إنعقاد مؤتمركم هذا ، مؤتمر الحوار والتقريب بين المذاهب يمثل فرصة تأريخية بسبب الأوضاع الصعبة التي تمر بها الدول العربية والإسلامية من أجل جمع الكلمة ودرء الفتنة التي تدق طبولها أبواب الجميع ، وأهم ما في المؤتمر هو زمان ومكان إنعقاده، ويسرنا أن يعقد هذا المؤتمر الاسلامي في بغداد السلام التي شهدت فترات صعبة عاشها المسلمون في ظل الإنقسام الطائفي المذهبي الذي حملته القاعدة لتفرق صفوف العراقيين الذين لم يعرفوا الطائفية في تأريخهم.
    لقد تعاونا على قبر الطائفية في بلدنا ، ولكنها تطل برأسها مرة أخرى بسبب الإنفجار الهائل للطرح الطائفي في المنطقة وما تشهده من حروب ودماء غزيرة وماتخلفه من تدمير لهذه البلدان، وان سماحة الإسلام والصورة الناصعة عن دين المحبة والسلام والتسامح تشوه بشدة وتواجه تحدياً صعباً بسبب تصدي الجهلة المغرر بهم ، وقعود العلماء عن واجبهم، وكما ترون فان عالمنا الإسلامي يعيش فورة الفتاوى العنفية التكفيرية التي تشيع أجواء الكراهية والقتل والتخريب لتنفذها العصابات والجهلة.
    ايتها الاخوات .. ايها الاخوة الكرام :
    إن دعوات التقريب ومؤتمراته ورجاله العلماء الذين دعوا له في العراق ومصر وإيران ودول إسلامية أخرى لم تقاوم إنتكاسة الدعوة إلى الفرقة والتمييز المذهبي التي تدق ناقوس الخطر، ومن واجب علماء ومفكري الأمة الإسلامية تدارك هذا الخلل وبذل أقصى الجهود لمنع التداعي والإنهيار المروع.
    وإن إثارة الفتنة الطائفية في الدول العربية والإسلامية لم تكن محض صدفة عابرة ، بل هو حلقة من مخطط قديم جديد ومدروس هدفه إضعاف الأمة الإسلامية وتقسيمها وتحويلها إلى بؤرة للأزمات والمشاكل ، ولمنعها من تحقيق الإستقرار السياسي والنمو الإقتصادي والحضاري الذي تستحقه كأمة رائدة بين الأمم على وجه الأرض وتحت الشمس.
    وقد مرت دولنا بآفة الإحتلال الأجنبي وظلت تئن تحت وطأته قروناً ، لكنها خرجت منه ، لكن الطائفية اليوم آفة خطرة لأنها تؤدي إلى تمزيق الأمة وإسقاط القوة والمقاومة والممانعة فيها، وبصراعنا الطائفي يرتاح عدونا الستراتيجي ولن يكون بحاجة إلى إنفاق مال وسلاح وجهود بل عليه فقط التخطيط كيف يجني الثمار.

    السيدات والسادة الكرام :

    الفتنة الطائفية ليست بالضرورة إنتاج محلي بل ربما هي إفراز ونتيجة للفكر الطائفي المتشدد والمتعصب ، وهي فتنة عابرة للحدود ولا تحتاج إلى إذن ما دام في الأمة جهلة ، وما دام كياننا مستهدف من الخارج ، وما دامت فيها أحزاب ومؤسسات تشكل على أرضية طائفية، ولو كان الخلاف بين مذاهب المسلمين فكريا وفقهيا لما شعرنا بالقلق لأن الخلاف الفكري تأصيل وقوة ، لكن الخلاف تحول مع فتاوى التكفير والتعصب بسرعة إلى السلاح والعنف والحقد والتخندق ويتحول بسرعة إلى مركب يركبه السياسيون الباحثون عن المواقع حتى لو كانت على حساب الأمة ودماء المسلمين وإستقرار أوطانهم.
    وقد شهدت الساحات صراعات مذهبية تعمقت وإمتدت ليكفر أبناء المذهب الواحد بعضهم بعضاً ويخرجوهم من رفعة الإسلام ، ويدعون إلى قتلهم والأخطر من ذلك هو الإستعانة بالعوامل الخارجية لتحقيق الغلبة على عدو غير حقيقي.
    ومن مخاطر الطرح الطائفي أنه ينتقل بسرعة إلى التقسيم ويرتفع الصوت الطائفي في الساحات والمساجد كما في العراق وغيره ويؤجج الخلافات ويضع العراقيل في طريق العقلاء والحكماء لتتدحرج الأمور نحو التقسيم والتمزيق ، وهي ليست آخر المطاف ، انه قتل وقتال خارج أطر السيطرة.
    وأخطر ما ينتجه الطرح الطائفي هو صناعة أمراء الحروب وتجار السلاح الذين ينشطون في هذه المناخات ، وينحسرون في فضاءات الدين والعلم والفكر ويرهبون الناس ، ويخضع لهم العلماء والعقلاء لأنهم أهل ميليشيات تقتل على الهوية ، وتعبث بلا رادع لأنها عديمة الأفق ، وعديمة الرؤية ومحكومة بمنطق هابط.
    وما نراه ونسمعه من سموم طائفية تبث من قبل قنوات فضائية مسخرة لإشاعة الفتنة ونبش الماضي ماهو الا حلقة في هذا المسلسل الجهنمي الذي يستهدف ضرب جميع المذاهب، وهذه الفضائيات ،للأسف الشديد، تتبناها حكومات وأحزاب وعلماء دين.
    وإني أتساءل أين دور العلماء والمفكرين الإسلاميين والحركات الإسلامية في إفشاء السلام ، ونحن نسمع يومياً فتاوى يصدرها المحسوبون على هذا الدين الحنيف ، تدعو للقتل والحرق والتكفير وهدر الدماء ، متناسين دورهم ومسؤولياتهم الحقيقية في نشر المحبة والتسامح بين الناس بين كل من يعتنق الاسلام وبين كل بني البشر امتثالا لما امرنا به نبينا الكريم (ص) حينما قال: ( والذي نفسي بيده لاتدخلون الجنة حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنون حتى تحابوا ، ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ، أفشوا السلام بينكم).

    اخوتي اخواتي الكرام :

    ان الأمة اليوم بحاجة ماسة إلى المشروع الإسلامي الرائد الواعي المتكامل ، وهو مشروع ضخم وكبير وخطير ولاينهض به مذهب دون آخر ، ولا مؤسسة علمية دون أخرى ، انه مشروع كل المسلمين ، وهو السفينة التي توحد جهودهم ليتعاونوا ويتكاملوا ويعملوا في الكثير مما هم متفقون عليه ويجمدون الجزئيات المختلف عليها ويكفوا عن نبش الماضي وآثاره كمشروع متخلف يجهض المشروع الحضاري الإسلامي العصري الرائد الذي وجب علينا السعي لتحقيقه وبناء مجتمع إسلامي متماسك.
    هذه المسؤولية الضخمة اي ( التقريب بين المذاهب) نتمنى أن تصل إلى التوحيد بين المذاهب ، ونحن بحاجة إلى إعتماد لغة الحوار وقبول الآخر ومحاورته والإلتقاء معه على القاسم المشترك الذي يبني ولايفرق بين المسلمين، والى الحوار العلمي مع غير المسلمين لنعطيهم ونأخذ منهم ، ونقف على الكلمة السواء معهم ، فكيف مع الشركاء في العقيدة والمصير والمصالح.
    أسأل الله أن يبارك مؤتمركم هذا ، وجزيل الشكر والتقدير للساعين في عقده في بغداد.
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .


    نوري كامل المالكي
    رئيس وزراء جمهورية العراق



    موفع رئيس الوزراء

    مشاهدة كلمة رئيس الوزراء
    الفئة: الأخبار السياسية | مشاهده: 760 | أضاف: Daawa | الترتيب: 0.0/0
    مجموع التعليقات: 0
    الاسم *:
    Email *:
    كود *:
    اقرأ أيضا
    باستشهاد امير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام)
    عبد الصمد: العراقيون سطروا اروع ملاحم البطولة و هم يقتحمون معاقل النظام المباد للتحرر من القمع
    ذكرى اعدام الطاغية صدام السيد نوري المالكي .. الدكتور شعتاغ عبود
    للتأريخ و لكي لا ننسى شهادة د خلف عبد الصمد امام المحكمة الجنائية لازلام البعث
    حزب الدعوة الإسلامية بمناسبة الذكرى السنوية لاعدام الطاغية صدام المجرم
    ــــــــ ــــــــ
    Copyright MyCorp © 2024
    ـ