وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّـهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ -- \\ الدعوة الى الله واجبنا \\ الدعوة الى الإسلام مسؤوليتنا \\ الدعوة الى الحق والعدل طريقنا \\ الدعوة الى وحدة الأمة منهجنا =-     ـــ ــ
قائمة الموقع
مواقع صديقة
  • موقع حزب الدعوة الرسمي
  • إحصائية

    المتواجدون الآن: 1
    زوار: 1
    مستخدمين: 0
    طريقة الدخول
    الرئيسية » 2013 » مارس » 25 » رئيس الوزراء السيد نوري المالكي يفتتح فعاليات مهرجان بغداد عاصمة الثقافة ويلقي كلمة بالمناسبة
    8:05 AM
    رئيس الوزراء السيد نوري المالكي يفتتح فعاليات مهرجان بغداد عاصمة الثقافة ويلقي كلمة بالمناسبة


    افتتح دولة رئيس الوزراء السيد نوري كامل المالكي مساء اليوم فعاليات مهرجان بغداد عاصمة الثقافة العربية لعام ٢٠١٣ بحضور وزير الثقافة السيد سعدون الدليمي وعدد من الوزراء والسادة المسؤولين وأعضاء مجلس النواب بالاضافة الى عدد من الشخصيات العربية والدولية أبرزهم الامين للجامعة العربية نبيل العربي .

    وألقى السيد رئيس الوزراء كلمة بهذه المناسبة ، وفيما يلي نصها :

    بسم الله الرحمن الرحيم

    نرحب بالاشقاء العرب الذين حلوا اهلا في مدينتهم بغداد منارة العلم والمعرفة على مر العصور متمنيا لكم طيب الاقامة ولمهرجان بغداد عاصمة الثقافة العربية النجاح والتوفيق، وكلي امل وثقة ان يشكل المؤتمر اضافة جديدة لما قدمته بغداد من انجازات في حقول المعرفة والثقافة والابداع على مر العصور .
    لقد لعبت بغداد دورا ثقافيا رياديا وان ماحدث من تراجع لهذا الدور يبقى شيئا استثنائيا لا يمكن ان تستسلم له مدينة السلام ولا يمكن ان تستكين لحالة الجهل والتهميش التي وضعها فيه النظام السابق.
    ان الثقافة تستمد قوتها وقوامها واصالتها من امتدادها وتجذرها ، وان الثقافة في كل بلد هي تراكم للمعرفة والفنون والعلوم والاداب ، وهذه الصفات هي مايميزالثقافة في بلد الثقافة ومدارس المعرفة والاداب واللغة، فثقافتنا ممتدة في عمق الزمان من الاف السنين عبر محطات وحضارات سادت في بلد التشريع والقانون وابداع الحرف وهي متراكمة وكل جيل يقدم نتاجه للاخر.
    والثقافة لا تنمو الا في اجواء الحرية التي تمثل الربيع الحقيقي للثقافة وكذلك الاستقرار واحترام الانسان والعلم والعلماء ووجود نظام سياسي يؤمن بذلك ويؤمن له الدعم والحماية والمتابعة الايجابية. وليس ملاحقة العلماء والمبدعين وزجهم بالسجون واعدامهم وحرق انتاجهم كما شهد العراق في ظل حكم البعث او كما حدث في بغداد حين تعرضت لموجات من الهمجية والجهل فاستهدفت المكتبات ورمت بكل الاثار وما انتجه العقل العراقي وغيره في نهر دجله. وكانت بغداد تشع علما ومعرفة حين كانت اوربا وغيرها تعيش تحت وطأة محاكم التفتيش ومصادرة الحريات مما ادى الى توقف الابداع بتوقف العقل البشري عن التفكير والتحليل .
    لقد كان العراق بما يمثله من تاريخ حضاري وموقع جغرافي حلقة وصل بين الشرق والغرب ومقرا وممرا للثقافات المختلفة.. كانت بغداد تحتضن هذه الثقافات على تنوعها وتتفاعل معها وتضيف عليها وتضع عليها احيانا بصماتها الخاصة، واذا كان لشيء ان يتحرر من قيود السفر والتاشيرات وتراخيص الدخول والخروج فان الثقافة هي المصداق الحقيقي لذلك.
    وامتازت ثقافة العراق بتنوعها حيث جمعت بين العلوم التطبيقية والعلوم الانسانية ( لقد جمعت الطب والهندسة والكيمياء والفلك الى جانب الاداب والفنون والفقه والفلسفة).
    وفي هذه الاجواء نمت المدارس الدينية وانشات الحوزات العلمية منذ مايزيد على الف عام تواصلت بالعطاء والابداع في مختلف العلوم الاسلامية وطرحت نظاما تعليميا لا يزال يتمتع برصانته وحسن ادائه.
    لقد انتعشت في اجواء الحرية والديقراطية والتعددية التي يعيشها العراق حاليا حركة الثقافة وعادت مدارس الادب والشعر والتاليف والعلوم في مختلف صنوف المعرفة.
    ايها السيدات والسادة الافاضل ... لقد حدث قطع في السياق التصاعدي لدور العراق الثقافي والريادي منذ سيطر النظام الدكتاتوري السابق وتراجعت بغدادعن مواقعها المعهودة وتقلصت مشاركتها الثقافية على الصعيدين المحلي والعربي وكانت سنوات عجافا ثقافيا وادبيا وفنيا ارهقت بلادنا وجففت ينابيع الفكر والمعرفة فيها .
    ايها الاخوة الاعزاء.. ان الثقافة العربية رغم تنوعها فانها متصلة في محور واحد يضيف اليه كل شعب من الشعوب العربية عنصرا جديدا ولونا اخر يزيده ثراءا وبهاءا لا انقساما وتراجعا
    وعلينا التركيز على العناصر المشتركة التي تجعلنا ندور في منظومة واحدة غير متنافرة مع بعضها ولعلنا موحدين ليس فقط بطبيعة ثقافتنا التي تحتضن الجميع على اختلاف ادياننا ومذاهبنا وحتى اعراقنا ولكن طبيعة التحديات الثقافية التي نواجهها هي الاخرى مشتركة وذات طبيعة واحدة. وفي مقدمة هذه التحديات ما نواجهه اليوم من موجات تطرف فكري وثقافي تهدد كل ما بنيناه.
    ان ما نشهده من حالات تطرف اخذت تنتشر مع الاسف في بلداننا العربية مدعومة بتيارات فكرية اقل ما يقال عنها انها سطحية تتعامل مع التراث بصورة انتقائية ناقصة وغير متوازنة وايضا مدعومة مع الاسف بكيانات وجهات تملك المال ولا تملك المعرفة وتتغذى بالاحقاد والكراهية بدل المحبة والتنوير .
    ان ما نعانيه اليوم من اضطرابات وانقسامات وعدم استقرار وربما ما يشبه الفوضى احيانا انما يمثل انتكاسة ثقافية قبل كونها انتكاسة سياسية وقد يكون ذلك جزءا من نتائج القمع والاستبداد والدكتاتورية التي سيطرت على العديد من الشعوب العربية طيلة العقود السابقة ، وبناءا على ذلك لابد ان تكون المعالجة ثقافية ننقذ بها اجيالنا من ان تكون فريسة للتطرف والحقد ونبش التاريخ لايقاظ كل مافيه من شحنات تفرقة وضغائن لتكون حطبا لاذكاء نيران التطرف المتصاعد في كل ناحية من انحاء العالم العربي.

    ولا يمكن ان نهزم التطرف بالعنف لان العنف يولد عنفا مضادا وهكذا نقع في دائرة لا تنتهي ، ومن هنا اتوجه بالنداء الى كل المثقفين والمفكرين والادباء والعلماء بضرورة العمل على نشر ثقافة الاعتدال والتنوير بدل الجهل والظلامية وادعو الى ان يكون هذا الموضوع محورا اساسيا من محاور النقاش في هذا المهرجان.

    ايها الاخوات والاخوة الاعزاء.

    ان العراقيين الذين ابدعوا الحرف ووضعوا مسلة حمورابي واسهموا في نشر نور الاسلام لايمكن ان يقبلوا اليوم بدور هامشي مستهلك غير منتج، وان بغداد التي كانت مصدر اشعاع لكل العالم تنهض اليوم من جديد بعون الله وبهمة العراقيين واشقائهم العرب وكل المتنورين والاحرار في هذا العالم ، وان هذه النهضة تعني فيما تعني التخلص من الارث الثقيل لعهد التسلط والدكتاتورية وقمع الحريات الذي خنق حرية الابداع الثقافي الفكري والعلمي والفني ، ولم يطرح العراق كما عودنا رموزا في هذه المجالات الا القليل الذين تحملوا الضيم والقهر وتحايلوا على النظام بشتى السبل كي يعبروا عما في دواخلهم ولزبما وجد بعض منهم فسحة من الحرية وسط مرارات المنافي القاسية.
    لقد ان الاوان لكل مكامن الابداع والابتكار ان تنطلق وتنمو و لكل البراعم الثقافية والفكرية والفنية والادبية ان تتفتح وتكبر، وان ثقتي الراسخة بالعقل العراقي المبدع تجعلني متفائلا بظهور اجيال من المبدعين الذين سيرفدون نهر الثقافة العربية ويزيدونه تدفقا متضامنين مع اخوانهم المثقفين العرب ومؤسساتهم الثقافية.

    ايها الاخوات والاخوة

    ان تصدينا لهجمات الظلاميين والطائفيين ودعاة العنف والتكفيريين الذين يخشون نور الحرية ويهابون التفكير السليم ، لن يثني بغداد عن اداء رسالتها الثقافية والنهوض بدورها الابداعي.

    السيدات والسادة الكرام

    ان الموجة الظلامية اذا ما قيظ لها لا سمح الله السيطرة على عقول الشباب فان ذلك سيكون خطرا يضاهي خطر الاحتلال المغولي والتتري وكل موجات الاحتلال الاجنبي التي تعرضت لها بغداد او اية عاصمة عربية اخرى. اذ لاثقافة ولا ابداع ولا فن حقيقي بدون الحرية وزوال مظاهر الخوف والارهاب. وانه من حقنا ان نفتخر نحن في العراق ان ابواب الحرية مفتوحة امام المبدعين ولا احد يسجن بسبب راي او اعتقاد او فكرة معينة ولا يوجد سجين واحد لدينا بسبب راي عبر عنه او فكرة بشر بها او عقيدة اعتنقها او عمل فني او ادبي انتجه.
    وهذا ما يجعلني واثقا ان بغداد ستعود قريبا لممارسة دورها الثقافي والفكري والادبي المعهود وسترون كم هو معطاء شعبنا العراقي العظيم الذي سيجعل من بغداد منارة للعلم والمعرفة وقيم التسامح والمحبة ونبذ العنف والكراهية.
    ان حرصنا على نجاح هذه التظاهرة الثقافية وانتخاب بغداد عاصمة لها نابع من اهتمامنا بالعلم والعلماء وتقديم الدعم اللازم لخدمة الثقافة .. وكجزء من هذا الاهتمام كنت قد اقترحت واكرر اقتراحي بهذه المناسبة ان نعتبر وزارة الثقافة من الوزارات السيادية وذات الاهمية القصوى وان تعطى من الدعم والرعاية ما يتناسب مع ذلك .

    اجدد ترحيبي بكم في بغداد املا ان تبقى عاصمة دائمة للثقافة العربية وليس لعام واحد فقط

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    نوري كامل المالكي
    رئيس وزراء جمهورية العراق



    موقع رئيس الوزراء
    الفئة: الأخبار السياسية | مشاهده: 746 | أضاف: Daawa | الترتيب: 0.0/0
    مجموع التعليقات: 0
    الاسم *:
    Email *:
    كود *:
    اقرأ أيضا
    باستشهاد امير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام)
    عبد الصمد: العراقيون سطروا اروع ملاحم البطولة و هم يقتحمون معاقل النظام المباد للتحرر من القمع
    ذكرى اعدام الطاغية صدام السيد نوري المالكي .. الدكتور شعتاغ عبود
    للتأريخ و لكي لا ننسى شهادة د خلف عبد الصمد امام المحكمة الجنائية لازلام البعث
    حزب الدعوة الإسلامية بمناسبة الذكرى السنوية لاعدام الطاغية صدام المجرم
    ــــــــ ــــــــ
    Copyright MyCorp © 2024
    ـ