وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّـهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ -- \\ الدعوة الى الله واجبنا \\ الدعوة الى الإسلام مسؤوليتنا \\ الدعوة الى الحق والعدل طريقنا \\ الدعوة الى وحدة الأمة منهجنا =-     ـــ ــ
قائمة الموقع
مواقع صديقة
  • موقع حزب الدعوة الرسمي
  • إحصائية

    المتواجدون الآن: 1
    زوار: 1
    مستخدمين: 0
    طريقة الدخول
    الرئيسية » 2013 » يوليو » 11 » مراجعة سنوية ..... الكاتب محمد عبد الجبار الشبوط
    7:02 PM
    مراجعة سنوية ..... الكاتب محمد عبد الجبار الشبوط


    كلما تحل مناسبة دينية كبرى، كموسم الحج او محرم او شهر رمضان، حيث تتوجه العقول والنفوس الى الله والدين والعبادات واحياء الشعائر والطقوس، تتحرك مسألة مراجعة الفهم البشري للاسلام، او اعادة قراءة الاسلام في ضوء المستجدات. فالمعروف ان القرآن الكريم، وهو كتاب الله المنزل، انما هو كتاب صامت لا ينطق، انما ينطق عنه الرجال، كما يقول الامام علي (ع). وحين ينطق الرجال عن القرآن الكريم، فانهم يعكسون فهمهم البشري له، وليس الفهم الواقعي الالهي له. وبما ان قدرات البشر العقلية والحضارية والفكرية مختلفة ومتفاوتة، يكون من الطبيعي ان نتوقع اكثر من فهم للقرآن، واذا كان القرآن واحدا فان الفهم البشري له متعدد، واذا كان القرآن معصوما، فان الفهم البشري له ليس كذلك. وهذا هو السر في تعدد المدارس الفقهية في اطار الاسلام. فما الفقهاء الا بشر يفهمون القرآن والنصوص الدينية كل حسب ظروفه، ويقدمون تبعا لذلك طبعات متعددة في فهم الاسلام. وقد حصلت هذه الظاهرة حتى في صدر الاسلام، يوم كان الرسول (ص) موجودا بين ظهراني المسلمين. فقد سجل التاريخ وجهات نظر متباينة للاسلام في عهد الرسول (ص) الذي كان يقوم بدوره بتصحيح وجهات النظر هذه، واعادة اصحابها الى النهج السليم والواقعي للاسلام. وكان هذا ممكنا في زمن الرسول باعتباره القيّم على الرسالة، الذي لا ينطق عن الهوى، فكان قوله الفصل في اختلافات المسلمين وتعدد وجهات نظرهم. لكن بعد وفاة الرسول، (او في عصر غيبة الامام بالنسبة للشيعة الامامية) لا يدعي احد سلطة تقرير الفهم الواقعي للاسلام ونفي الواقعية او الشرعية عن غيره من مدارس الفهم. ومن هنا تأتي ضرورة قبول فكرة التعددية داخل الساحة الاسلامية والتعايش معها واحترام شرعيتها، باعتبار انه لا يوجد من يدعي الوصاية الفكرية على غيره، والسلطة المطلقة في هذا المجال.

    ومع حلول شهر رمضان المبارك، الذي هو “ربيع القرآن”، تتوفر فرصة ذهبية لمراجعة الفهم البشري للاسلام والقرآن وتقييم هذا الفهم. وفي هذه السنة تتأكد هذه الضرورة بما تشهده من تطورات مهمة على صعيد الفكر والسياسة الاسلاميين. ولعل ابرز حدثين في هذه السنة هما فوز عالم دين معتدل برئاسة الجمهورية الاسلامية في ايران، وسقوط حكم الاخوان المسلمين في مصر. ويكاد يكون هذان الحدثان وجهين لعملة واحدة، عنوانها الاعتدال والوسطية والعصرنة. فقد اراد الاخوان المسلمون “اخونة الدولة المصرية” وساروا على نهج متشدد ومتطرف افقدهم ثقة شعبهم الذي كان اوصلهم الى السلطة قبل عام واحد، ولكن سرعان ما تآكلت “شرعية التمثيل” التي حازوها بفعل صناديق الاقتراع، وذلك بسبب التراجع السريع في “شرعية الانجاز” والرضا الشعبي العام. وفي لحظة السقوط السريع للاخوان، او الاسلام الاخواني، على ايدي الناس، ترتفع اسهم الاسلام المعتدل المرن والحضاري والمدني على ايدي الناس في ايران. والدرس في الحالين هو ان الناس يفضلون الاعتدال والوسطية والمرونة حتى في دولة تعلن انها تطبق الشريعة الاسلامية.

    في ظل هذه التطورات ذات الطابع التاريخي، يكون من المناسب، خاصة بالنسبة للاسلاميين وعموم المسلمين، ان يقوم هؤلاء باعادة النظر بطريقة فهمهم للاسلام وتحرير هذا الفهم من الترسبات والاضافات البشرية المتطرفة والمتشددة التي ربما كانت قد لحقت به، وذلك من اجل الانفتاح على رؤية اسلامية حديثة تجمع بين الاصالة الاسلامية من جهة، والحداثة المعاصرة من جهة ثانية، لتنتج اسلاما يستجيب لمتطلبات الشريعة بعناوينها الكلية، ولمتطلبات الواقع المعاش بعناوينه التفصيلية، في اطار عقلية منفتحة ومرنة ومعتدلة.
    الفئة: مقالات وتقارير | مشاهده: 550 | أضاف: Daawa | الترتيب: 0.0/0
    مجموع التعليقات: 0
    الاسم *:
    Email *:
    كود *:
    اقرأ أيضا
    باستشهاد امير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام)
    عبد الصمد: العراقيون سطروا اروع ملاحم البطولة و هم يقتحمون معاقل النظام المباد للتحرر من القمع
    ذكرى اعدام الطاغية صدام السيد نوري المالكي .. الدكتور شعتاغ عبود
    للتأريخ و لكي لا ننسى شهادة د خلف عبد الصمد امام المحكمة الجنائية لازلام البعث
    حزب الدعوة الإسلامية بمناسبة الذكرى السنوية لاعدام الطاغية صدام المجرم
    ــــــــ ــــــــ
    Copyright MyCorp © 2024
    ـ