وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّـهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ -- \\ الدعوة الى الله واجبنا \\ الدعوة الى الإسلام مسؤوليتنا \\ الدعوة الى الحق والعدل طريقنا \\ الدعوة الى وحدة الأمة منهجنا =-     ـــ ــ
قائمة الموقع
مواقع صديقة
  • موقع حزب الدعوة الرسمي
  • إحصائية

    المتواجدون الآن: 1
    زوار: 1
    مستخدمين: 0
    طريقة الدخول
    الرئيسية » 2013 » يونيو » 10 » حريق السلطان
    7:04 PM
    حريق السلطان

    ياسين مجيد

    يبدو ان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اختار سياسة المواجهة مع المتظاهرين بعد عودته من جولته المغاربية التي شملت الجزائر وتونس والمغرب ، فقد أعلن امام حشود من مؤيديه كانوا بانتظاره في مطار اسطنبول انه سوف يستمر في تنفيذ قراره بتغيير معالم (ميدان تقسيم) في وسط مدينة اسطنبول ، مع ان القرار أثار جدلاً واسعاً داخل حزب العدالة والتنمية ، وكانت تعليقات رئيس الجمهورية عبد الله غول ونائب رئيس الوزراء بولنت ارينتش بشأن مطالب المتظاهرين مؤشراً قوياً على الانقسام الواضح داخل الحزب الحاكم .
    ويؤشر اصرار أردوغان على المضي قدماً بتغيير معالم (ميدان تقسيم) على عدد من المعطيات والرسائل السياسية والاجتماعية التي تعكس مايجري على الساحة التركية في ظل مايحصل في المنطقة من متغيرات جذرية ومتسارعة ومن بينها :

    أولاً : شعور أردوغان بالصدمة السياسية من التظاهرات التي تشهدها المدن الكبيرة في تركيا وهي تدخل يومها التاسع ، فللمرة الأولى ومنذ ان أصبح رئيساً لبلدية اسطنبول عام 1994 ومن ثم رئيساً للوزراء عام 2002 يواجه أردوغان هزيمة سياسية داخلية من العيارالثقيل تزامنت مع جولته في دول المغرب العربي التي كان يحلم من خلالها ان تكون فرصة لتعزيزالدورالاقليمي السياسي لتركيا ومحاولة إعادة معدلات النمو للاقتصاد الى سابق عهدها بعد حالة التراجع في النمو من 8.9 في عام 2012 الى اقل من 3 في العام الحالي ، كما شكلت أحدى مطالب المتظاهرين التي قدمت الى نائب رئيس الوزراء تحت عنوان ( الانسحاب من مشاريع الحروب الاقليمية ) ضربة سياسية قوية للسياسة الخارجية لأردوغان – اوغلو ورفض سياسة التدخل في شؤون الدول الأخرى ، وبما يعني ان التظاهرات لها طابع سياسي وليس كما تحاول الحكومة التركية اعطاءها صبغة داخلية تتعلق بشؤون البيئة .

    ثانياً : عدم احترام اردوغان للتيارات السياسية والطوائف الاجتماعية في تركيا ، فتغيير(معالم ميدان) تقسيم يقضي باقامة ثكنة عسكرية على الطراز العثماني ومسجد ومركز تجاري وازالة مركز اتاتورك الثقافي ، وهو مايعتبره الاتاتوركيون خطوة جديدة لطمس معالم الدولة العلمانية التي اقامها اتاتورك على انقاض الامبراطورية العثمانية ، كما ينوي أردوغان إطلاق اسم السلطان سليم الاول على جسرعلى مضيق البسفور، وهو ماتعده الطائفة العلوية التي يزيد تعدادها على 20 مليوناً إساءة بالغة لها ، فالعلويون يطلقون تسمية الجزار على سليم الأول الذي قتل منهم مايزيد على 40 الفاً اثناء حروبه مع اسماعيل الصفوي ، اي ان العلمانيين والعلويين يعتبرون اصرار أردوغان على تنفيذ هذه القرارات خروجاً على الحريات العامة وعدم احترام التيارات السياسية والطوائف الاجتماعية وتكريساً للنهج المذهبي الاقصائي والعودة بتركيا الى أيام الطغيان والتمييز والاستبداد.
    ثالثاً : عدم احترام حق التظاهر للمواطنين ، لم يتردد أردوغان الذي يحلو له ان يبشر شعوب المنطقة بالديمقراطية والحرية في ظل موجة مايسمى بالربيع العربي ، من اطلاق عبارات نابية على المتظاهرين مثل (اللصوص والرعاع والارهابيين) وقوله بتدخل خارجي في التظاهرات ، وهي ذات العبارات التي كان أردوغان يستنكرها من الرؤساء العرب الذين سقطوا في ظل الربيع العربي ، الى جانب استخدام الشرطة التركية للقوة المفرطة لتفريق المتظاهرين ، وهو مادفع المسؤوليين الاميركيين والاوربيين الى تذكير (صديقهم) أردوغان بضرورة احترام حقوق المواطنين في التعبير عن ارائهم ، لكن أردوغان الذي يصعب عليه ان يرى المتظاهرين وهم يرددون هتافات مناهضة لسياساته ويصفونه بالدكتاتور ، فقد شدد اثناء خطابه امام مناصريه في اسطنبول على ضرورة الوقف الفوري للتظاهرات ، وهو مايؤكد حقيقتين ، الأولى زيف ادعاءات أردوغان بالديمقراطية والثانية خشيته من استمرار التظاهرات الذي سيؤدي الى استنزاف ما بقي له من سمعة سياسية داخلياً وخارجياً، فضلا عن تأثيرها على حركة السياحة والنمو الاقتصادي بشكل عام في البلاد .

    لقد اندلعت التظاهرات في المدن التركية في وقت هو في غاية الحساسية والخطورة ، فالدول الغربية التي تنادي بالحريات وحقوق الانسان تواجه من جهة حرجاً شديداً من سياسة أردوغان ازاء المتظاهرين ، كما انها تنظر الى ما يجري من تحولات دراماتيكية بالحرب في سوريا والتقدم الذي تحرزه قوات النظام ضد المعارضة المسلحة ، بمثابة خسارة كبيرة لها ولحلفائها في المنطقة وفي مقدمتهم تركيا ، وهو ما يضع أردوغان امام خيارين احلاهما مر، أما ان يتراجع عن قراراته وهو ما يشكل نجاحاً سياسياً للمتظاهرين ، أو ان يستمر في سياسة التصعيد ضد المتظاهرين ، وهي السياسة التي تعني بدون ادنى شك ان تركيا ستواجه ازمة داخلية صعبة جداً يكون أردوغان قد صنعها بيديه .
    الفئة: مقالات وتقارير | مشاهده: 745 | أضاف: Daawa | الترتيب: 0.0/0
    مجموع التعليقات: 0
    الاسم *:
    Email *:
    كود *:
    اقرأ أيضا
    باستشهاد امير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام)
    عبد الصمد: العراقيون سطروا اروع ملاحم البطولة و هم يقتحمون معاقل النظام المباد للتحرر من القمع
    ذكرى اعدام الطاغية صدام السيد نوري المالكي .. الدكتور شعتاغ عبود
    للتأريخ و لكي لا ننسى شهادة د خلف عبد الصمد امام المحكمة الجنائية لازلام البعث
    حزب الدعوة الإسلامية بمناسبة الذكرى السنوية لاعدام الطاغية صدام المجرم
    ــــــــ ــــــــ
    Copyright MyCorp © 2024
    ـ