وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّـهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ -- \\ الدعوة الى الله واجبنا \\ الدعوة الى الإسلام مسؤوليتنا \\ الدعوة الى الحق والعدل طريقنا \\ الدعوة الى وحدة الأمة منهجنا =-     ـــ ــ
قائمة الموقع
مواقع صديقة
  • موقع حزب الدعوة الرسمي
  • إحصائية

    المتواجدون الآن: 1
    زوار: 1
    مستخدمين: 0
    طريقة الدخول
    الرئيسية » 2013 » مايو » 26 » الصلاة الموحدة
    7:53 PM
    الصلاة الموحدة


    الكاتب: محمد عبد الجبار الشبوط تأثر بالمشهد الذي حدث يوم الجمعة الماضية في ساحة نصب الشهيد في العاصمة بغداد حيث اقيمت الصلاة الموحدة والتي دعا لها السيد رئيس الوزراء وحضرها رئيس ديوان الوقف الشيعي والوقف السني وعدد من المسؤولين منهم السيد مستشار السيد رئيس الوزراء لشؤون المصالحة الوطنية الدكتور عامر الخزاعي وعدد من الشيوخ والمواطنون من كل مكونات الشعب العراقي فكتب في جريدة الصباح المقال التالي .

    المشهد مؤثر والصورة معبرة. سنة وشيعة في صلاة جمعة واحدة. لم ار في حياتي شخصين يصليان معا، احدهما بذراعين مسبولتين، والاخر مكتفتين. احدهما يضع جبهته على التربة والاخر يصلي بدونها. الخطيب سني والامام شيعي. والمصلون خليط من المذهبين. ربما كان هذا هو المشهد في قديم الزمان، يوم لم تكن مساجد خاصة بالشيعة واخرى خاصة بالسنة. شخصيا لا اعرف متى بدأ التخصص والانفصال في بيوت العبادة للطائفتين. لكن المؤكد ان انفصالهما في اخص خصوصيات الدين، واعني بها الصلاة التي تجسد المعنى الاخص للعبادة، يصادر مغزى الدين، ويتناقض مع مفهومه الجوهري.
    يسمى الاسلام بدين التوحيد. والتوحيد يشمل معنيين: توحيد الخالق، وتوحيد الجماعة البشرية التي كانت امة واحدة فاختلفت. ارسل الله الانبياء ليعيدوا توحيد الجماعة البشرية المستخلفة في الارض. ولا تحقق اهداف الخلافة واغراضها اذا انقسمت البشرية الى شيع واحزاب وأمم. يأتي الدين ليعيد توحيد البشر الخلفاء عن الله في الارض. لكن البشر اختلفوا مرة اخرى، هذه المرة في الدين نفسه بغيا بينهم:
    “وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم.”
    “وما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم”
    وهاتان الآيتان تنطبقان علينا تمام الانطباق. فالكتاب الذي اختلفنا فيه هو القرآن الكريم، والعلم الذي تفرقنا فيه هو الاسلام. وكانت نتيجة هذا الاختلاف تمزق المسلمين الى فرق وطوائف وجماعات.
    كان من الممكن ان نغض النظر عن هذه الاختلافات المذهبية لولا انها اصبحت، في الحالة العراقية، معيقا لتطبيق مفهوم الدولة المدنية الحديثة، بل صارت معيقا لتطبيق مبدأ المواطنة الذي هو الشرط الجوهري لقيام الديمقراطية. بل هي معيق لبناء امة واحدة او شعب موحد. لذا صرنا بحاجة ماسة ليس الى حل الخلافات الفقهية وتسويتها، فقد لا نجد الى ذلك سبيلا، انما الى منع هذه التنوعات المذهبية من ان تكون مانعا ومعيقا وسببا للفرقة والخصام بل الحرب والصراع. ليس سرا ان الخلافات او الصراعات وشبح الحرب الاهلية، وان كانت تتحرك لدواع سياسية بحتة، الا انها تتخذ من الدين مطية ومن الطائفة ذريعة لشن الحرب وتقسم العباد والبلاد. لذا فان اي حل للمشكلة السياسية عندنا لا بد ان يمر عبر حل المشكلة الطائفية لان ذلك سيكون بمثابة نزع لفتيل الازمة وتجفيف لأحد اهم مصادرها.
    يتحمل رجال الدين، وخاصة الوقف الشيعي والوقف السني، فضلا عن المراجع الدينية العليا من الطائفتين مسؤولية كبيرة في هذا المجال. ويتعين عليهم، بعد الدعوة التقليدية الى الوئام والوحدة والتحابب، ان يعالجا الموانع الفقهية التي قد تعيق الاندماج المجتمعي بين الشيعة والسنة وخاصة في ما يتعلق بالزواج المختلط والصلاة المشتركة وغير ذلك.
    الدعوة الكريمة التي وجهها رئيس الوزراء نوري المالكي الى اقامة صلاة جمعة موحدة لقيت استجابة من الوقفين ومن الناس في ان معا. وهذه تجربة جيدة ومفيدة ورائدة يمكن ان تتكرر وتعمم على مختلف مساجد البلاد الى ان يصبح بالامكان محو الصفة المذهبية من دور العبادة وتحويلها الى اماكن مشتركة مختلطة لتوحيد الله والجماعة البشرية المؤمنة به، والى ان يصبح ارتيادها من قبل المصلين من الطائفتين امرا عاديا متعارفا ولا يحتاج الى دعوة خاصة ومبادرة من رئيس وزراء.
    اذا نجحت هذه الفكرة يتحول الدين فعلا الى اداة للتوحيد، لكن اذا لم تنجح، فلا تلوموا الدين الذي يريد توحيدكم، انما انظروا الى ما في انفسكم من درن يأبى الوحدة على اساس دين التوحيد.
    الفئة: مقالات وتقارير | مشاهده: 528 | أضاف: Daawa | الترتيب: 0.0/0
    مجموع التعليقات: 0
    الاسم *:
    Email *:
    كود *:
    اقرأ أيضا
    باستشهاد امير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام)
    عبد الصمد: العراقيون سطروا اروع ملاحم البطولة و هم يقتحمون معاقل النظام المباد للتحرر من القمع
    ذكرى اعدام الطاغية صدام السيد نوري المالكي .. الدكتور شعتاغ عبود
    للتأريخ و لكي لا ننسى شهادة د خلف عبد الصمد امام المحكمة الجنائية لازلام البعث
    حزب الدعوة الإسلامية بمناسبة الذكرى السنوية لاعدام الطاغية صدام المجرم
    ــــــــ ــــــــ
    Copyright MyCorp © 2024
    ـ